جواد الملا

تحية كوردية عطرة مليئة برائحة ورود جبال كوردستان وزوزان 
في البداية لك كل الشكر والآمتنان استاذي الغالي والمناضل الكوردي الغني عن التعريف جواد الملا 
لك كل المحبة لقبولك اجراء هذا اللقاء الخاص رغم ظروفك الصحية الغير مناسبة , ونفتخر لكونك منحتنا بعضاً من وقتك للأجابة على اسئلتنا والتي ستكون اسئلة الشارع الكوردي حول مايجري من احداث متسارعة وظروف تكاد تكون مشابهة لما حدث في التاريخ الكوردي  من دولة ارارات مروراً بجمهورية مهاباد الى اقليم كوردستان واستقلاله في الوقت الحالي .

هذه بعض الاسئلة التي نتمنى ان تكون ملخص لاسئلة الشعب الكوردي , ولن نجد افضل منك يستيطع ان يجيبنا عليها .

1: هل انتهى حلم الكورد بإستقلال دولتهم ؟

طبعا لا، ان حلم استقلال كوردستان وقيام الدولة الكوردية لا ينتهي بهزيمة او انسحاب من معركة لأن الحرب سجال وطويلة من اجل استقلال كوردستان…. وفي النهاية ستقوم دولة كوردستان مهما حاولت الدول التي تحتل كوردستان بجيوشها ومؤآمراتها الاستمرار في احتلال كوردستان… وان الطريق الوحيد لإستقلال كوردستان تنظيف الجبهة الكوردية الداخلية… ولا يكفي ابدا كلام السيد مسعود بارزاني رئيس اقليم كوردستان بإن الكورد انسحبوا من كركوك بسبب الخيانة… واني اعتقد جازما ان رئيس الاقليم اذا لم يقدم الخونة الى محكمة علنية واصدار الحكم العادل بالخونة فسوف نجد انسحابات وهزائم اخرى… كما اني اعتبر الاقتتال الكوردي-الكوردي جزءا لا يتجزأ عن الخيانة بل واشد فتكا بالشعب الكوردي من الخيانة لأن صدام حسين حينما قصف مدينة حلبجه بالسلاح الكيميائي وقتل الاطفال والعجز والرجال والنساء والعلماء والجهلة بينما الاقتتال الكوردي-الكوردي فقد ذهب ضحيته عشرات الالاف من افضل الكوادر العسكرية والسياسية الكوردية… هذا الاقتتال الكوردي-الكوردي الداخلي الذي اشعلت نيرانه المنظمات والاحزاب الكوردية ما هو إلا أحد مظاهر هدر الطاقات الكوردية، للمحافظة على زعاماتهم وإرضاء الدول التي تحتل كوردستان في آن واحد، فعلى سبيل المثال لا الحصر… وبعد معركة بشت آشان وآشقولقه وقرناقة التي اشتركت فيها في جبال قنديل في 1-5-1983 وتم اجبارنا على الانسحاب بعد ان خسرنا مئة شهيد ولكن عادت قواتنا لاسترداد مناطقنا في 1-9-1983 ففي ذلك اليوم استشهد فيه الآلوف من خيرة الكوادر العسكرية الكوردية وكان بينهم حسو ميرخان جاجوكي الذي كان مع الحزب الديمقراطي الكوردستاني وناظم حمه سليمان الذي كان مع الاتحاد الوطني الكوردستاني… فالاول كان آمر هيز منطقة بشدر للبيشمركه في ثورة ايلول والثاني كان آمر هيز منطقة كرميان للبيشمركه في ثورة ايلول ايضا وكلاهما كانا تحت قيادة الجنرال مصطفى البارزاني… فحينما لا تستطيع الدول التي تحتل كوردستان من الوصول الى جبال قنديل فتقوم بتفويض الاحزاب الكوردية من اجل تصفية افضل الكوادر العسكرية والسياسية الكوردية.
ومع كل ذلك إلا ان كوردستان باقية وستبقى الى الابد وستحرق الدول التي تحتل كوردستان بحروب لا تنتهي فكوردستان كانت السبب التي اشعلت نار حرب الخليج الاولى والثانية والثالثة…
حرب الخليج الأولى أو الحرب العراقية الإيرانية، نشبت بين العراق وإيران من ايلول 1980 حتى آب 1988، وخلفت نحو مليون قتيل وخسائر مالية بلغت 400 مليار دولار أمريكي، دامت الحرب ثماني سنوات لتكون بذلك أطول نزاع عسكري في القرن العشرين وواحدة من أكثر الصراعات العسكرية دموية، أثرت الحرب على المعادلات السياسية لمنطقة الشرق الأوسط وكان لنتائجها بالغ الأثر في العوامل التي أدت إلى حرب الخليج الثانية والثالثة…
أما السبب الرئيسي والمباشر لحرب الخليج الأولى هو تجاهل الدول التي تحتل كوردستان لوجود وطن اسمه كوردستان وانكارهم لحقوق الشعب الكوردي في الحرية…
وبالحقيقة ان الحرب العراقية-الايرانية كانت قد بدأت عام 1961 حينما اندلعت الثورة الكوردية في 11 ايلول 1961 بقيادة الجنرال مصطفى البارزاني… ومن خلال الثورة الكوردية بدأ الصراع فيما بين العراق كواجهة للمعسكر السوفيتي مع شاه ايران كواجهة للمعسكر الامريكي… فمرة كان العراق يغلق حدوده مع كوردستان فكانت ايران تفتحها… وحينما كان العراق يفتح حدوده مع كوردستان كانت ايران تغلقها…
ولعبت الثورة الكوردية دورا محوريا في الشرق الاوسط ولم يعد للعراق ولا لإيران القدرة على اللعب بالورقة الكوردية لأن الثورة الكوردية حققت انتصارات عسكرية على الارض في صد الجيش العراقي خلال1961-1970 وخلال 1974-1975… لذا سارع الشرق والغرب الى عقد اجتماع في 6 آذار 1975 في مدينة الجزائر فيما بين ممثليهم في الشرق الاوسط: العراق وايران وبرعاية الرئيس الجزائري الهواري بومدين وبحضور صدام حسين عن العراق والشاه محمد بهلوي عن ايران اي كان الاتفاق فيما بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي وتم الاتفاق فيما بينهم على الامور التالية:
تنازل العراق لإيران عن جزر الخليج طمب الصغرى وطمب الكبرى وابو موسى
تنازل العراق لإيران عن الضفة الشرقية لشط العرب.
تنازل العراق لإيران عن المرتفعات الاستراتيجية الحدودية
تسليم العراق لإيران قيادة جبهة تحرير عربستان التي كانت تقيم في بغداد.
بالمقابل تقوم ايران بإغلاق حدودها بوجه الثورة الكوردية لخنقها…
وهذا ما حصل بالفعل واعلنت الثورة الكوردية عن توقفها في آذار 1975 اثر اتفاق الشرق والغرب عليها.
ولكن في العام 1979 سقط حكم شاه ايران وجاء الخميني الى الحكم… عندها طلب صدام حسين من الخميني استرجاع ما تنازل عنه… فرفض الخميني… فقامت الحرب… حرب الخليج الاولى وبناء عليها وتضخم الجيش العراقي وكان لا بد من اشغاله بحرب الخليج الثانية من احتلال الكويت الى تحريرها وبناء عليهما حرب الخليج الاولى والثانية قامت الثالثة وتحرير العراق وكوردستان…
ألم يكن من الافضل لصدام حسين اعطاء الشعب الكوردي حقوقه ولا داعي ليتنازل لإيران عن كل هذه التنازلات والتي ادت في النهاية الى انتهاك شرف وعرض وكرامة العراق في حروب متتالية… واني ارى ان سوريا وتركيا وايران والعراق اليوم يسيرون مرة اخرى في طريق صدام حسين في هدر كرامة شعوبهم من اجل ان لا يتمتع الشعب الكوردي بدولته كما هم يتمتعون… فهل يوجد من بين العرب عاقلا واحدا لينصحهم ويحذرهم بأن طريق انكار وجود كوردستان سيؤدي بهم الى مصير الشاه وصدام في مزبلة التاريخ.

2: استفتاء اقليم كوردستان كان مطلباً شعبياً ولكن الا تجده قرار متسرع بعض الشيء ؟

نعم ان استفتاء اقليم كوردستان من اجل الاستقلال كان ولا يزال مطلباً شعبياً ولم يكن متسرعا على الاطلاق بل كان متأخرا كثيرا فكان يجب على القيادات الكوردية اجراء الاستفتاء في العام 1991 حينما اقامت دول التحالف الدولي خط العرض 36 واعتبار كوردستان منطقة آمنة ومحمية من قبل الطيران الامريكي والبريطاني… وكانت الفرصة الثانية والاهم حينما قام التحالف الدولي بتحرير العراق وكوردستان من نظام صدام حسين ولم يتم انهيار نظام صدام حسين فحسب بل تم انهيار الدولة العراقية بالكامل في العام 2003 وبدلا من قيام القيادات الكوردية من تأسيس دولة كوردستان ذهبوا الى بغداد واسسوا دولة العراق بعد انهيارها… وان الفرصة الثالثة كانت قبل بدء الحرب ضد تنظيم داعش 2014 اي قبل ان تزود دول التحالف الدولي العراق بالاسلحة المتطورة وبكميات كبيرة… ولقد طالب المؤتمر الوطني الكوردستاني في جميع جلساته بإجراء الاستفتاء لجنوب كوردستان من اجل الاستقلال منذ العام 1992 وبرسائل عديد الى حكومة وبرلمان كوردستان من اجل حثهم على اجراء الاستفتاء ولو لمدينة واحدة… ولكن القيادات الحزبية لم تكترث لأهمية موضوع الاستفتاء وحينما قررت الدول المتحالفة وعلى رأسها الولايات المتحدة تحرير العراق وكوردستان في العام 2003 قمت بتوزيع نداء بخمس لغات في 5-2-2003 اي قبل تحرير العراق وكوردستان بأسابيع قليلة والذي بدأ في 19-3-2003 وارسلته الى القيادات السياسية في جنوب كوردستان ونشرت جريدة ميديا في هولير لسان حال الاتحاد القومي الديمقراطي الكوردستاني النسخة الكوردية من النداء في عددها 142 الصادر في 27-2-2003 كما نشرت النسخة العربية في كتابي “البارزاني وكيسنجر والدولة الكوردية” ولكن القيادات الحزبية الكوردية ابدوا اشمئزازهم من نداء المؤتمر وقالوا ان كركوك وغيرها من المناطق الكوردية ستعود الى كوردستان بموجب الدستور العراقي… انظر الى النداء في جريدة ميديا وبنفس الصفحة يعلن احد قادة الاتحاد الوطني الكوردستاني د.لطيف رشيد على انهم والحزب الديمقراطي الكوردستاني قد قرروا ان لا يرسلوا قواتهم الى كركوك والموصل ولن يسعوا الى تحريرهما بقوة السلاح… وذلك بعكس ما جاء في نداء المؤتمر… لأننا نعتقد ان حرية الشعوب يتم تحقيقها في حالة الحروب والفوضى وقد حصلت نصف دول العالم على استقلالها خلال فترة الحرب العالمية الثانية. كما الاستقلال في الاصل ليس بحاجة الى استفتاء بل بحاجة الى قيادة مخلصة وكفوءة واذا لم تتوفر تلك القيادة فعلى الاقل ان يكون عندها من المستشارين الذين يتحلون بالاخلاص والكفاءة لإعلان الدولة الكوردية في الزمان والمكان المناسبين. ولا يسعني إلا ان اذكر سؤال صحابة الامام علي التالي: لماذا عمر كان اقوى منك في ادارة الدولة فرد عليهم الامام علي لأني وغيري من الصحابة الاولين كنا حول عمر وننصحه اما ضعف ادارتي لأنكم انتم حاشيتي. فقوة الحاشية تعني انتصار القائد وضعف الحاشية تعني فشل القائد.

3: لماذا لم يلقى استفتاء اقليم كوردستان قبولاً دولياً , ولماذا اعترضت دول الاتحاد الاوربي وامريكا وروسيا عليه ؟ 

ان السياسة الغربية تجاه كوردستان تتمثل في انكار وجود الكورد وكوردستان بعد ان تم تثبيت الحدود السياسية للدول المستحدثة المصطنعة في الشرق الاوسط التي ظهرت إثر انهيار الامبراطورية العثمانية وبموجب اتفاقية سايكس بيكو 1916 لذا عمل القادة الكورد من اجل قيام دولة كوردية في سنة 1919 مثل محاولة الامير جلادت بدرخان وأخيه د. كاميران وأكرم جميل باشا وغيرهم لإعداد قوة عسكرية مسلحة من الكورد لتحرير شمالي كوردستان… بالاضافة الى اعلان الشيخ محمود الحفيد عن مملكة جنوب كوردستان في 1919 مما دفع الدول الاستعمارية الى العمل سريعا من اجل خداع القيادات الكوردية في جعلهم مطمئنين بأن استقلال كوردستان سيتقرر دوليا… ولتنفيذ مؤامرتهم وخداع القيادات الكوردية سارع السير برسي كوكس عام 1918 والتقى في مرسيليا بالجنرال شريف باشا واخبره ان الدول الغربية تطلب منك ان تقدم مذكرة بشأن تأسيس دولة كوردية… وفي السادس من شباط 1919 قدم الجنرال شريف باشا مذكرة الى رؤساء مؤتمر السلام وهم : الرئيس الامريكي ودرو ولسن ، والرئيس الفرنسي جورج كليمنصور، ورئيس الحكومة البريطانية ديفيد لويد جورج وطلب منهم المساعدة من اجل تشكيل دولة كوردية… فكان للجنرال شريف باشا الفضل في الاعلان عن استقلال كوردستان على الورق في المواد 62 و63 و64 من معاهدة سيفر 1920… ولكن بنفس الوقت ارسلت بريطانيا الضابط البريطاني “ميجر نوئيل” الى شمال كوردستان واعلم الامير جلادت بدرخان وأخيه د. كاميران وأكرم جميل باشا وغيرهم من قادة الشعب الكوردي في شمال كوردستان بوجوب تفريق القوى العسكرية الكوردية لقاء وعود بريطانية بدعم استقلال كوردستان في المحافل الدولية وان القوة العسكرية الكوردية ستعمل على ارباك الدول الكبرى وسياستها في الشرق الاوسط… وكذلك كان ملك جنوب كوردستان الشيخ محمود الحفيد يخوض المعارك البطولية وكان الملك مشاركا فيها شخصيا ضد الاحتلال العراقي والبريطاني… وفي معركة مضيق بازيان فيما بين السليمانية وكركوك اصيب ملك كوردستان بجروح من جراء قصف الطائرات البريطانية ووقع بالاسر ومن ثم تم نفيه الى الهند… بالاضافة الى النية الخبيثة للدول الكبرى تجاه استقلال كوردستان استلم مصطفى كمال السلطة في تركيا على يد الدول الغربية، لأن الدول الغربية سعت لإيجاد عدة دول قومية تركية وفارسية وعربية لكي لا يتكرر قيام دول اسلامية كدولة صلاح الدين الايوبي التي هزمت الجيوش الاوروبية في معركة حطين وحررت القدس ومن ثم طردهم من الشرق الاوسط نهائيا قبل ألف عام وكدولة الامبراطورية العثمانية التي وصلت الى فيينا وحكمت جزء من اوروبا لعدة قرون… ولكي لا يتم احراج الدول الكبرى امام الوعود التي قطعتها للكورد وتكون لهم اعذارهم لذا اوعزت لمصطفى كمال ان يهدد الدول الكبرى في جعل تركيا دولة شيوعية فيما اذا لم يتم إلغاء معاهدة سيفر التي تعترف بإستقلال كوردستان وارمينيا… فعقدت الدول الكبرى معاهدة لوزان 1923 وفيها تجاهلت نهائيا كوردستان وارمينيا ومنذ معاهدة لوزان التي ثبتت حدود الدول المستحدثة والمصطنعة في الشرق الاوسط على حساب حرمان الشعب الكوردي وكوردستان من الحصول على دولة خاصة بهم… والطريف بالامر ان الدول المستحدثة والمصطنعة في الشرق الاوسط منذ معاهدة لوزان يتهمون اية ثورة او انتفاضة كوردية بأنها بتحريك من الاستعمار بينما هم صنيعة الاستعمار ولو كان الكورد صنيعة للاستعمار لأوجدوا لهم دولة كوردية وبالحقيقة ان الشعب الكوردي بشموخه اصبح ضحية من ضحايا الاستعمار وليس صنيعته.
منذ ان وصلت الى بريطانيا في نهاية عام 1984 في زمن رئيسة الحكومة البريطانية مارغريت تاتشر وانا ارسل الرسائل والمذكرات بشأن استقلال كوردستان لها والى كل رؤوساء الحكومات البريطانية الذين جاءووا بعدها من جون ميجر وطوني بلير وغوردون براون وديفيد كاميرون وتيريزا ماي وكانت رسائلي الى الحكومات البريطانية تتضمن دائما ثلاثة أسئلة:
لماذا قمتم بتقسيم وطني كوردستان الى اجزاء واعطيتم كل جزء منه الى دولة مجاورة كهدية وبدون وجه حق.
هل اقترف الشعب الكوردي اية جريمة حتى يستحق هذا العقاب الجائر والظالم الذي استمر لأكثر من مئة عام؟ فألمانيا تسببت في قتل 55 مليون انسان في الحرب العالمية الثانية فعاقبها المجتمع الدولي بتقسيمها ولكن بعد 45 عام رفع عنها المجتمع الدولي العقوبة وامر بتوحيدها بالرغم من ان الشعب الكوردي لم يقترف مثل هذه الجريمة واذا كان الشعب الكوردي بنظركم قد اقترف جريمة ما ارجو ان تعلمونا بها لكي لا نكررها ونصلح ما قد خربناه.
هل عندكم خطة لتوحيد وتحرير كوردستان كدولة مستقلة للشعب الكوردي كما دعمتم استقلال 22 دولة عربية؟
واستلمت اجوبة من الحكومات البريطانية كلها… وجميعها متشابهة وتقول شكرا لك على رسالتك التي ارسلتها لرئيس الحكومة البريطانية وقرأناها بإمعان وتم تسجيل النقاط التي فيها. وبالحقيقة لا اعتبر اني استلمت الجواب الشافي على اسئلتي الى اليوم.
أما لماذا لم يلقى استفتاء اقليم كوردستان قبولاً دولياً، ولماذا اعترضت دول الاتحاد الاوربي وامريكا وروسيا عليه وذلك لأن جميع الدول الغربية والشرقية تتبع السياسة البريطانية لخبرتها الطويلة في المنطقة وبما ان بريطانيا ترفض استقلال كوردستان كان على باقي الدول الكبرى ان ترفض استقلال كوردستان ايضا والمشكلة انه من الصعب جدا اقناع بريطانيا بتغير سياستها وفيما اذا اقتنعت فإن التغيير يأخذ وقتا طويلا جدا فمثلا قبل اكثر من نصف قرن قررت بريطانيا التحول من استعمال الانش الى سنتيمتر والتحول من استعمال الرطل الى الكيلوغرام ولكن بريطانيا لا تزال الى اليوم تستعمل الانش والرطل…
وبسبب علاقاتي مع العديد من الديبلوماسيين الغربيين استنتجت بعض الاسباب التي تجعل الدول الكبرى تعارض قيام دولة كوردستان:
منذ ان تم تقسيم كوردستان واغتصابها قبل مئة عام دخلت امريكا الى الساحة السياسية الدولية ومنذ ذلك الوقت انقسم العالم الى نصفين الاول اصدقاء امريكا والآخر اعداء لامريكا الذين تغيرت اشكالهم وملامحهم فمرة كانت الشيوعية ومرة النازية ومرة بن لادن او صدام حسين وغيرهم… وعلى طول المئة عام من احتلال كوردستان كانت احدى الدول التي تحتل كوردستان معادية لأمريكا والاخريات اصدقاء لأمريكا او بالعكس وبذلك لم يحصل الشعب الكوردي على اي دعم لا من اصدقاء امريكا ولا من اعدائها… فأصدقاء امريكا يعتبرون الكورد في تركيا ارهابيين لأن تركيا صديقة امريكا ويعتبر اعداء امريكا ان الكورد في العراق جواسيس وعملاء للامريكا لأنهم ساعدوا الامريكان في تحرير العراق عام 2003… والحقيقة ان الكورد ليسوا ارهابيين ولا جواسيس ولكن تم وضعهم في زاوية خبيثة وقاتلة. فهل يوجد في العالم من عند ذرة من الانصاف والعدالة ليقولها بحق هذا الشعب المظلوم الذي غدره التاريخ.
العالم لا يؤمن بالضعفاء وحقوقهم مهما كانت عادلة، فالدول الكبرى تقيم علاقات تجارية تدر عليهم بمليارات الدولارات مع 22 دولة عربية وسبع دول تركية (تركيا والدول المنشقة عن الاتحاد السوفيتي السابق) ومعظمها غنية بالبترول ولاترغب الدول الكبرى خسارة تجارتها معها من اجل الكورد وهناك من يقول ان كوردستان غنية بالبترول ايضا ولكن الدول الكبرى تحصل على بترول كوردستان من التعامل مع الدول التي تحتل كوردستان.
الدول الكبرى واصدقائهم في العالم عندهم العديدة من الشعوب المحرومة من الحرية والاستقلال فإذا دعمت الدول الكبرى استقلال كوردستان مما سيؤدي الى تشجيع الشعوب المحرومة من الحرية ان يطالبوا باستقلالهم ايضا… ولقد شيدت معظم دول العالم حدودها وسيادتها على حساب حرية واستقلال الشعوب الاصلية والتي تم مسحها عن الخارطة والمهددة بالانقراض ايضا والتي يبلغ عددها بالمئات… فعلى سبيل المثال دولة الباكستان المصطنعة من الشعوب التالية: البلوج والسند والسيخ والبيشتون وغيرهم… وكل شعب من هذه الشعوب له لغته وهويته وليس لهم اية علاقة بشعب الباكستان وهو بالاصل لا يوجد شعب اسمه الشعب الباكستاني… ولقد كانت الباكستان عضوا في حلف بغداد الموجه بشكل رئيسي ضد حرية واستقلال كوردستان لكي تحصل على المؤآزرة فيما اذا طالبت شعوب البلوج والسند والسيخ والبيشتون بحريتهم واستقلالهم… وفيما يلي مثالا آخر على تعاون الدول التي صنعها الاستعمار على حساب شعوبها الاصلية: فقد لعبت الجزائر دورا خبيثا وقذرا في اتفاقية الجزائر فيما بين شاه ايران وصدام العراق لضرب الثورة الكوردية في جنوب كوردستان في العام 1975… وقد لعبت الجزائر نفس الدور في قمع جمهورية ازواد في شمال مالي.. وتم ضرب جمهورية الازواد التي اعلنها شعب الطوارق في 6 نيسان 2012 بذريعة وجود حركات اسلامية متطرفة والتي كانت من فبركة المخابرات الجزائرية من اجل اقناع الغرب لضرب شعب الطوارق وجمهوريته وتحقق للجزائر ما تريد في توجيه ضربات قاتلة للشعب الكوردي وللشعب الامازيغي وغيرهم من الشعوب وما على الشعوب التي تم مسحها عن الخارطة إلا ان تتوحد وترد الصاع صاعين.
وحينما تتم محاججة الدول الكبرى بالمنطق يتهربون ويتعذرون بأسباب وهمية وهم الذين فبركوها فمثلا يدعون انهم يسيرون حسب دستور الامم المتحدة الذي يضع مصلحة الدول فوق مصلحة الشعوب وبالاساس هم الذين كتبوا دستور الامم المتحدة عام 1945 بما يتماشى ومصلحتهم مع ان دستور الامم المتحدة قد اكل عليه الدهر وشرب فهو من مخلفات الحرب الباردة واقتسام العالم فيما بين المعسكر الشيوعي والمعسكر الرأسمالي وبما ان تلك المرحلة قد انتهت بإنهيار الاتحاد السوفيتي عام 1990 فدستور الامم المتحدة يعتبر منتهي الصلاحية ايضا. وهنا اود ان اذكر مثالا آخر حول فبركتهم للاعذار حصلت معي شخصيا فحينما طلبت من رئيس الحكومة البريطانية جون ميجر دعم استقلال كوردستان فرد برسالته الجوابية

4: خلال اكثر من 10 سنوات ونحنُ حلفاء للتحالف الدولي عسكرياً , لماذا خسرنا هذا التحالف ؟ 

ان التحالف الدولي لا يقيم وزنا للضعفاء والاغبياء مع اني لست من انصار الخميني إلا انه توفق الى حد بعيد في ترجمة كلمة الامبريالية بكلمة الاستكبار وهي نفس سياسة الدول التي تحتل كوردستان تجاه الشعب الكوردي… فالعربي والتركي والفارسي يشعر بالاستكبار تجاه اي كان اذا كان اقل منه مالا او اقل منه علما او ثقافة فالاستكبار عقلية بشعة واكثر بشاعة من العبودية… فالتحالف الدولي يعمل من اجل تأمين مصالح الدول الكبرى ويعمل على استغلال الآخرين من اجل تأمين مصالحه… فهارولد ويلسون رئيس الحكومة البريطانية قالها وبكل صراحة في ستينات وسبعينات القرن الماضي والذي يعتبر احد اشهر مهندسي الديبلوماسية الغربية في هذا الصدد يقول ما يلي: اننا نقيم اعتبارا للآخرين فقط فيما اذا قاموا بتأمين مصالحنا أو تهديد مصالحنا… ونحن الكورد لم نعرف الى الآن كيف تتم تأمين مصالح الغرب أو تهديدها.

5:  لم ينجح السيد مسعود البرزاني بأقناع اردوغان بأهمية استقلال كوردستان رغم كل التنازلات التي قدمتها حكومة الاقليم في الآونة الاخيرة مع الاتراك , مالسبب في رآيك ؟ 

أولا لأن العقلية التركية العثمانية المتحجرة لا تتحمل وجود من يشاركها بمنطقة الشرق الاوسط ومع ان زمن الامبراطورية العثمانية قد انتهى إلا ان تركيا لا تزال تفكر بعقلية الامبراطورية العثمانية وتعتبر جميع شعوب الشرق الاوسط رعاياها وعبيدها.
ثانيا اني افتخر بكرديتي واقدس تراب ارض وطني كوردستان وارفض دول الاحتلال ودساتيرهم واعلامهم… واخجل من بعض الكورد الذين يفتخرون بسوريتهم وعراقيتهم وتركيتهم وايرانيتهم ولا يزالون يرفعون اعلام الدول التي تحتل كوردستان… مع العلم ان الغجر والنور يفتخرون بأصلهم الغجري المجهول حتى من قبل الغجر انفسهم… كما الكلاب والقطط في اوروبا عندها اوراق رسمية وهوية تقول ان هذا كلب وتلك قطة ومن اية فصيلة ينتمون… لذا اني احترم الغجر والنور والكلاب والقطط اكثر من هؤلاء الكورد الذين يتخذون من هوية الآخرين هوية لهم… كما اني احترم الغجر والنور والكلاب والقطط اكثر من هؤلاء الكورد الذين يتخذون من اوطان الآخرين وطنا لهم…

6:السيد مسعود البرزاني لديه كاريزما خاصة وجماهيرية كبيرة، من هو الشخص الذي يستطيع قيادة اقليم كوردستان بعده؟

الكثير من القادة الكورد يستطيعون قيادة كوردستان بعد السيد مسعود البارزاني ولكني لا اعتقد ان هناك من يستطيع قيادة اقليم كورستان ويحرز النصر على الدول التي تحتل كوردستان لأن القائد الذي سيحقق استقلال كوردستان غير موجود في هذا الزمان الردئ ولكني اعتقد ان القائد الذي سيحقق استقلال كوردستان حينما يقرر الشعب الكوردي انتخاب كورديا يرعى الاغنام في اعالي جبال كوردستان ولم يشاهد بحياته الليرة السورية والتركية ولا الدينار العراقي ولا الريال الايراني فهذا الراعي وبقوة 50 مليون كوردي يستطيع الوقوف بوجه الدول التي تحتل كوردستان بعيون حمراء تقدح الشرر ويقوم بتحرير كوردستان… لأن القائد الذي استلم اموالا من احدى الدول التي تحتل كوردستان ليس بإمكانه ان يقف بوجه تلك الدولة ويطالب بحقوق الشعب الكوردي واذا طلبنا منه ذلك فإننا نطالبه بشئ فوق قدرته وطاقته.

7: ماهي الحلول لأعادة كركوك وشنكال الى مُدن تابعة للاقليم كوردستان . الحل العسكري ام السياسي وكيف ؟ 

 

اذا توحدت قوات الحزب الديمقراطي الكوردستاني والاتحاد الوطني الكوردستاني وحزب العمال الكوردستاني وغيرهم ضمن جيش كوردستاني وطني وتحت قيادة قومية واحدة فإن استقلال كوردستان مضمونا واستعادة كركوك وشنكال حتى بدون اطلاق رصاصة واحدة. ولكن هذا التوحيد اكثر من الخيال لأن هذه الاحزاب الكوردية ومنذ عشرات السنين تتقاتل فيما بينها حتى لم يكن بإمكانهم الجلوس على طاولة مستديرة واحدة وعقد مؤتمر وطني كوردستاني الذي كان مقررا عقده في هولير في العام 2013.
ومع الاسف الشديد ان كل الاحداث في كوردستان مسيرة من قبل الدول التي تحتل كوردستان ومن يعتقد ان الدول التي تحتل كوردستان نائمة فهو نائم نومة أهل الكهف فمثلا تقوم الثورات التحررية عادة ومن ثم تقوم الثورة المضادة للقضاء على انجازات الثورات التحررية ولكن الذي يحصل في كوردستان ان الثورة المضادة هي التي تجول وتصول وتضرب بتخطيط ذكي استباقي لقيام الثورة التحررية الكوردستانية التي تهدف الى استقلال كوردستان وتساعد كل من لا يهدف الى استقلال كوردستان… وعليه فاني اعتبر ان الشعب الكوردي لم يقم بثورته من اجل استقلال كوردستان بعد.

8: لماذا تحولت البيشمركة من قوة عسكرية تحمي اقليم كوردستان الى قوة حزبية سياسية تتلقى الآوامر من شخصيات كوردية متنفذة , تخدم اجنداتها الحزبية ؟

لأن معظم الاحزاب الكوردية ابتعدت عن الفكر القومي الكوردي كثيرا والى اليوم تكاد مسألة الامن القومي واستقلال كوردستان لا محل لها في مواد مناهج الاحزاب الكوردية لا في المواد الاولى ولا في المواد الاخيرة ولا على الحواشي
وفي هذا الصدد يسرني ان اقول اسباب تحول البيشمركه الابطال الى قوة حزبية وسياسية اقليمية محدودة من خلال كلمتي التي ألقيتها في مؤتمر باريس التشاوري للقوى والأحزاب الكوردية والكوردستانية بخصوص الأزمة السورية المنعقد في البرلمان الفرنسي في 13-10-2012 وكانت كلمتي الارتجالية وباللغة الكوردية وفيما يلي بعض نقاطها الهامة:
تحياتي للجميع وشكرا لـ KNK على تحمل اعباء عقد هذا المؤتمر…
نسيتم ان تدعوني لإلقاء كلمتي كمنظمة سياسية مع ان المؤتمر الوطني الكوردستاني الذي أترأسه وقمت بتأسيسة في العام 1985 مع الجنرال عزيز عقراوي والدكتور جمال نبز والمهندس بروسكا ابراهيم والدكتور الشيخ محمد صالح كابوري والشيخ لطيف شيخ الاسلامي والدكتور مظفر بارتوما والبروفيسور صلاح جمور والشيخ درويش حسو وغيرهم من الشخصيات الوطنية ومن كافة اجزاء كوردستان. كما كنت ممثلا للمؤتمر الوطني الكوردستاني في البرلمان الكوردستاني في المنفى… ولن أطيل عليكم وسأبدأ بالعموميات لأنتهي بالخصوصيات:
انا كوردي قبل ان أكون زردشتيا او يزيديا
انا كوردي قبل ان أكون مسلما او مسيحيا او يهوديا
انا كوردي قبل ان أكون سنيا او شيعيا
انا كوردي قبل ان أكون سورانيا او كورمانجيا
انا كوردي قبل ان أكون سوريا او تركيا او ايرانيا او عراقيا
انا كوردي قبل ان أكون بارتيا او يكيتيا او ب ك ك
مع الاسف ان المنظمات الكوردية تطالب باليزيدية والاسلامية والاقليمية الكورمانجية والسورانية او المنادات بالانتماء لسورية وتركيا وايران والعراق او بالانتماء للبارتي واليكيتي والـ ب ك ك وتم نسيان قضيتنا الاساسية حرية الكورد واستقلال كوردستان.
كل يوم اسمع عن عقد المؤتمرات والمجالس والاتحادات والهيئات العليا الكبرى والسفلى والصغرى ولكن لا اعلم على ماذا يجتمعون وعلى اي مسألة يتفقون بينما لم يستطيعوا الى الآن الاتفاق على ألف باء السياسة…
فإذا سألنا المجتمع الدولي من هو رئيسكم؟ فجوابنا سيكون ان للكورد اكثر من عشر رؤساء.
وإذا سألنا المجتمع الدولي ما هو علم كوردستان؟ فجوابنا سيكون ان للكورد اكثر من علم.
وإذا سألنا المجتمع الدولي عن النشيد القومي الكوردي؟ فجوابنا سيكون ان للكورد اكثر من نشيد.
وإذا سألنا المجتمع الدولي هل عندكم خارطة كوردستان؟ فجوابنا سيكون ان للكورد آلاف الخرائط فمنهم يجعل كوردستان صغيرة جدا ومنهم يجعلها كبيرة جدا.
وإذا سألنا المجتمع الدولي كم عددكم؟ فجوابنا سيكون ان للكورد اكثر من رقم فمنهم يقولون 20 مليون او اقل ومنهم يقولون 50 مليون او اكثر.
وإذا سألنا المجتمع الدولي ما هو هدفكم؟ فجوابنا سيكون ان للكورد اكثر من هدف يبدأ من الحقوق الديمقراطية والانسانية الى الحكم الذاتي والفيدرالية والاستقلال.
فالمجتمع الدولي لا يعيرنا اي اهتمام لأننا الى الآن لا نعرف مساحة بيتنا ولا عددنا ولا هدفنا او من اجل ماذا نقوم بالثورات.
ويجب ان لا يغيب عن بالنا مقولة الصحفي الفرنسي كريس كوتشيرا الذي اعتقد انه الآن موجود بيننا في هذه القاعة، حيث قال في كتابه ان من حق الكورد الاستقلال والدولة الخاصة بهم وانهم حينما يقبلون بالحكم الذاتي فإنهم يخسرون 50% من المعركة قبل دخولهم المعركة…

9: هل ستتأثر باقي اجزاء كوردستان بالاحداث التي حصلت في اقليم كوردستان , وماهي الحلول لتلافي اخطاء الاقليم في روج آفا ؟

النسيان السريع صفة من صفات الكورد فاليهود لا يزالون يستثمرون الابادة التي تعرضوا لها منذ سبي بابل وحتى زمن هتلر بينما نحن الكورد فقد نسينا المجازر التي ارتكبتها الدول التي تحتل كوردستان وبعض منها دماء ابنائنا وبناتنا لم يجف بعد… فإن النسيان او التناسي والتجاهل لمآسي شعبنا تنذرنا بنهاية مأساوية بالتأكيد… فإذا كان كل اقليم لا يستفيد من دروسة فكيف الاقاليم الاخرى ستستفيد ولا تكرر نفس الاخطاء…
وهنا لا بد لي ان اذكر القصة التالية من شدة ألمي وهمي وقلقي على مستقبل شعبي: مرة شاهد شابين فيلما للممثل الامريكي الشهير جون وين وكان جون وين في الفيلم راكبا حصانه ويطلق الرصاص يمينا ويسارا… فقال احدهم لرفيقه انا اعتقد ان جون وين سيسقط عن حصانه… فقال له رفيقه لا اعتقد ان جون وين البطل الهمام سيقع… فقال له رفيقه سأدفع لك 10 دنانير اذا سقط عن حصانه ولم تمضي برهة حتى سقط جون وين عن حصانه وحينما خرجا من السينما قام الذي خسر الشرط بدفع 10 دنانير فقال له رفيقه لا آخذها … لأني شاهدت الفيلم سابقا… فقال له رفيقه وانا ايضا شاهدت الفيلم سابقا… فقال له رفيقه في تعجب وكيف قبلت بالشرط وانت تعرف انه سيقع… فقال له رفيقه نعم ولكني لم اكن اعرف ان جون وين حمار لهذه الدرجة وانه سيقع مرة ثانية نفس الوقعة الاولى.
ولعل مثال دور الحركة التحررية الكوردية في جنوب كوردستان في اسقاط رؤساء الحكومات العراقية قبل تحرير العراق وبعده منذ الملكية الى الجمهورية ومن قاسم الى البعث ومن البعث الى الاخوان عبد السلام وعبد الرحمن عارف والى البعث مرة ثانية والى تحرير العراق وبناء العراق الديمقراطي والفيدرالي والذي جاء بمجموعة من الرؤساء بشكل ديمقراطي من أحمد الجلبي والعلاوي والياور والجعفري والمالكي واخيرا العبيدي والعبادي فكم من الوقت والجهد والشهداء تم تقديمها لتغييرهم وكم من التنازلات تم تقديمها لإسقاطهم ايضا واية نتيجة حصل عليها شعبنا الكوردي من اجل اسقاطهم؟ بالحقيقة لا شئ لأن الكوردي بعد اسقاطهم جاء من هو ارذل منهم وقبل اسقاطهم كان الكوردي يحمل الجنسية العراقية وبعد اسقاطهم بقي عراقيا اما من يقول ان الاحزاب الكوردية تملك المال والقوة المسلحة فإني اقول لهم اذا لم يتم توظيف المال والقوة المسلحة في سبيل الامن القومي الكوردي وبالسرعة الكلية فإن الاعداء كثيرون اما المال والقوة المسلحة فلا تساوي شيئا لأن صدام حسين وشاه ايران وحسني مبارك كانوا يملكون المال والقوة المسلحة اكبر بكثير مما يملكه الشعب الكوردي… ولكن ماذا كانت نتيجتهم.

10 : كلمة اخيرة من السيد جواد الملا ؟ 

الاخوات والاخوة الاعزاء تحياتي لكم جميعا…
اني افتخر بكرديتي واقدس تراب ارض وطني كوردستان…
انا كوردي انفصالي… وهدفي استقلال وطني كوردستان…
ولا اكره العرب والاتراك والايرانيين ولست ضدهم…
ولكني أكره ان اكون سوريا او عراقيا او تركيا او ايرانيا…
لقد تعايشت مع العرب والاتراك والايرانيين قرونا…
ولم ار منهم سوى الانكار والتهميش والقتل والسجون…
لذا استقلال كوردستان هو طريقنا من اجل حماية دماء وكرامة شعوبنا….
وهذا ما قلته لزعماء العالم وفي المؤتمرات وفي المظاهرات…
واقولها لكم لنبدأ عمليا من اجل استقلال وطننا كوردستان…
ايها الاخوة الاعزاء تحياتي لكم… واحب ان اقولها لكم بصراحة كما تعودتم لسماعها مني واني ارى ان الشعب الكوردي اليوم بحاجة الى تشكيل منظمة سرية حديدية تخطط وتنفذ برنامجها لإقامة الدولة الكوردية اكثر من اي يوم مضى…
واني اعتبر السرية من اهم شروط انتصارها… لأن اعداء استقلال كوردستان كثيرون… واولهم الدول التي تحتل كوردستان واصدقائهم الذين يزيدون على مئات الدول ومن ضمنهم مئات الاحزاب الكوردية التي تدعي بالاسم بالكوردية والكوردستانية وتقوم عمليا بخدمة بغداد ودمشق وانقرة وطهران…
د. جواد ملا
رئيس المؤتمر الوطني الكوردستاني
9-11-2017

اجرى اللقاء Dilan Sharaf 

https://www.facebook.com/dilan.sharaf

صور ووثائق للتاريخ يجب ان تتطلع عليها